التاريخ : 2020-10-18
تعرف على بنية كويكب بينو العجيبة
تشير نتائج الدراسة الجديدة -التي نشرت بدورية "ساينس أدفانسز" (Science Advances) إلى أن الجزء الداخلي من الكويكب "بينو" يمكن أن يكون أضعف وأقل كثافة من طبقاته الخارجية، حيث إنه يشبه بيضة من الشوكولاتة محشوة بالكريمة، وتطير في الفضاء.
حقل الجاذبية
وأعلن فريق من الباحثين من "جامعة كولورادو بولدر" (University of Colorado Boulder) -وهو فريق بعثة "أوزوريس ركس" (OSIRIS-REx) التابعة لوكالة "ناسا" (NASA)- تمكنهم من اكتشاف ماهية البنية الداخلية لكويكب بينو.
كانت المركبة الفضائية "أوزوريس ركس" قد التقت مع الكويكب بينو في أواخر عام 2018، وهو كويكب يدور حول الشمس على بعد أكثر من 200 مليون ميل من الأرض.
ومنذ ذلك الحين قامت المركبة الفضائية -التي بناها لوكهيد مارتن ومقرها كولورادو- بدراسة الكويكب بدقة أكبر من أي كويكب آخر في تاريخ استكشاف الفضاء.
وباستخدام أدوات الملاحة الخاصة بـ"أوزوريس ركس" استغرق فريق البعثة قرابة عامين في رسم خرائط المد والجزر في مجال جاذبية الكويكب بينو بغية تحديد مكان تمركز الكتلة في نواته.
ومع حلول عام 2020 أعلنت البعثة أن نواة الكويكب أضعف من قشرته الخارجية، وهي حقيقة يمكن أن تعرض بقاءه للخطر في المستقبل القريب.
تطور الكويكبات
يصنف كويكب بينو ضمن فئة الأجسام الصغيرة التي اعتاد العلماء تسميتها بـ"كومة الأنقاض" التي تشبه -كما يوحي اسمها- أكوام حطام متماسكة بشكل ضعيف.
ومن المعروف أن الكويكبات تتغير بمرور الوقت بفعل ضوء الشمس مثلا، حيث إنه العامل الذي يؤثر على كيفية دورانها وتصادمها مع الكويكبات الأخرى.
وعندما رصدت "أوزوريس ركس" الكويكب بينو أول مرة لاحظ الفريق أمرا غير عادي يحدث بشكل متكرر، حيث بدت هناك جسيمات صغيرة كروية الشكل، وكأنها تنطلق من الكويكب وتذهب باتجاه الفضاء، وفي كثير من الأحيان كانت تلك الكرات الصغيرة تدور حول بينو قبل أن تسقط مرة أخرى على سطحه.
وقد تمكن أعضاء الفريق التابع للبعثة في مختبر الدفع النفاث (Jet Propulsion Laboratory) من مشاهدة كيفية عمل حقل الجاذبية هناك بشكل مباشر.
وكان الأمر أشبه بوجود شخص ما على سطح الكويكب يقوم برمي تلك الكرات حتى إنه يمكن تعقبها. وبالفعل تمكن الفريق من استنتاج مجال الجاذبية في بينو بوساطة تعقب المسارات التي اتخذتها تلك الجسيمات.
مركز إسفنجي
عند رصد كويكب بينو أول مرة افترض الباحثون أنه كومة من الأنقاض متجانسة داخليا وخارجيا، إلا أنه بعد دراسة سجلات جاذبيته ومقارنتها مع معلومات الرصد المستمدة من البعثة "أوزوريس ركس" اكتشف الفريق شيئا مثيرا للدهشة حيث يبدو كما لو أن هناك فراغا في نواة الكويكب.
ويرجح الباحثون أن يكون دوران الكويكب مسؤولا عن هذا الفراغ حيث إنه يدور بشكل أسرع وأسرع بمرور الوقت، مما يمكن أن يساهم بدفع المواد ببطء باتجاه سطحه بعيدا عن مركز الكويكب. وبعبارة أخرى إذا كانت نواة بينو منخفضة الكثافة، فسيكون من الأسهل تفكيك الكويكب بأكمله في المستقبل القريب.
أخيرا، يأمل الباحثون أن تقدم نتائج هذه الدراسة رؤى جديدة حول تطور كويكبات النظام الشمسي على مدار السنين.